المواضيع الأخيرة
» طلب تصميم لوجو
 شبهة حول حقيقة السحر	 Clock-10الثلاثاء يوليو 24, 2018 7:51 pm من طرف Mr.Mohammed

»  إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا
 شبهة حول حقيقة السحر	 Clock-10الثلاثاء يوليو 24, 2018 3:17 pm من طرف Mr.Mohammed

» كنز من المعلومات الاسلامية ادخل و كن من الاغنياء
 شبهة حول حقيقة السحر	 Clock-10الثلاثاء يوليو 24, 2018 3:15 pm من طرف Mr.Mohammed

» طلب تصميم بنر اعلاني
 شبهة حول حقيقة السحر	 Clock-10الأحد يوليو 22, 2018 1:08 pm من طرف رؤوف

» ●●صلة الرحم●●
 شبهة حول حقيقة السحر	 Clock-10الخميس يوليو 19, 2018 7:50 pm من طرف اسلام

» بر الوالدين
 شبهة حول حقيقة السحر	 Clock-10الخميس يوليو 19, 2018 7:49 pm من طرف اسلام

» من مكارم الاخلاق
 شبهة حول حقيقة السحر	 Clock-10الخميس يوليو 19, 2018 7:48 pm من طرف اسلام

» كن انسانا رجاءا
 شبهة حول حقيقة السحر	 Clock-10الخميس يوليو 19, 2018 7:47 pm من طرف اسلام

» عقوية تارك الصلاة
 شبهة حول حقيقة السحر	 Clock-10الخميس يوليو 19, 2018 7:44 pm من طرف اسلام

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


شبهة حول حقيقة السحر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

روميو
الرتبة
الرتبة
المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 18/07/2018

مُساهمةروميو الأربعاء يوليو 18, 2018 9:46 pm


السؤال هناك من يزعم بأن السحر هو مجرد خفة يد ، وأن كل آيات السحر في القرآن يمكن أن نفسرها تفسيرا آخر ، ولن أتطرق لتفسيراته والردود عليها ، لكن عندي سؤال منطقي إذا كان للساحر قدرة على التحكم بالجن ، لماذا لم يحكم السحرة العالم بهذه القدرة الخارقة على إرسال الجن ، لكي يتلبسوا الناس ؟ لماذا لا يتحكمون برئيس دولة مثلا، أو رئيس بنك ، ويصبحون أغنياء ... إلخ ، أتمنى أن وصلت الفكرة ، أم أن للسحر قدرة محدودة بسيطة ؟ وما الدليل على ذلك ؟




الجواب :
الحمد لله
أولا :
السحر له حقيقة ، ويؤثر إذا شاء الله وقوع تأثيره ، كما في قوله تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) البقرة/102 .
قال المازري في "المعلم بفوائد مسلم" (3/158) :" أهل السنة وجمهور العلماء من الأمة على إثبات السّحر ، وأن له حقيقةً كحقائق غيره من الأشياء الثابتة ، خلافا لمن أنكره ونَفَى حقيقته ، وأضاف ما يتّفق منه إلى خَيَالاتٍ باطلةٍ لا حقائق لها .
وقد ذكره الله سبحانه في كتابه العزيز ، وذكر أنّه مما يُتَعَلَّم ، وذكر ما يشير إلى أنّه مما يكفَّر به ، وأنّه يفَرَّق به بين المرء وزَوجِه ؛ وهذا كلُّه مما لا يمكن أن يكون فيما لا حقيقة له وكيف يتعلّم ما لا حقيقة له " انتهى .
وقال الخطابي في "أعلام الحديث" (2/1500) :" السحر ثابت ، وحقيقته موجودة ، وقد اتفق أكثر الأمم ؛ من العرب ، والفرس ، والهند ، وبعض الروم ، على إثباته ، وهؤلاء من أفضل سكان واسطة الأرض ، وأكثرهم علما وحكمة .
وقد ذكر الله عز وجل أمر السحر في كتابه في قصة سليمان ، وما كان الشياطين يعملونه من ذلك ، ويُعلِّمون الناس منه ، فقال: { ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت } .
وأمر بالاستعاذة منه ، فقال: { ومن شر النفاثات في العقد } .
وورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن الصحابة رضي الله عنهم ، أخبار كثيرة ، لا ينكرها، لكثرتها، إلا من أنكر العيان ، وجحد الضرورة .
ولذلك فرع الفقهاء في كتبهم من الأحكام في السحرة ، وما يلزمهم من العقوبات فيما يأتونه من أفعالهم ، كما فعلوه في سائر الجنايات التي يقترفها الجناة من أهل العبث والفساد .
ولا يبلغ ما لا أصل له ولا حقيقة : هذا المبلغ من الشهرة والاستفاضة .
فنفي السحر : جهل .
والاشتغال بالرد على من نفاه : لغو ، وفضل !! " انتهى .
وقال ابن قدامة في "المغني" (9/28) :" السِّحْرُ: وَهُوَ عُقَدٌ وَرُقًى وَكَلَامٌ يَتَكَلَّمُ بِهِ ، أَوْ يَكْتُبُهُ ، أَوْ يَعْمَلُ شَيْئًا فِي بَدَنِ الْمَسْحُورِ أَوْ قَلْبِهِ ، أَوْ عَقْلِهِ ، مِنْ غَيْر مُبَاشَرَةٍ لَهُ.
وَلَهُ حَقِيقَةٌ ، فَمِنْهُ مَا يَقْتُلُ ، وَمَا يُمْرِضُ ، وَيَأْخُذُ الرَّجُلَ عَنْ امْرَأَتِهِ فَيَمْنَعُهُ وَطْأَهَا ، وَمِنْهُ مَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ، وَمَا يُبَغِّضُ أَحَدَهُمَا إلَى الْآخَرِ ، أَوْ يُحَبِّبُ بَيْنَ اثْنَيْنِ " انتهى .
ثانيا :
يجب أن يُعلم أن الله تعالى لم يسخر الجن ، تسخيرا مطلقا ، لأحد سوى لنبي الله سليمان عليه السلام .
وأما يكون من أمر السحرة : فإنما هو محض استمتاع ، وتعاون ، وتخادم ، بين السحرة وأوليائهم من الجن ، في فعل شيء ما ، حيث يطلب الساحر من الجن أمرا ما ، والجن لا تلبي له طلبه ، إلا بعد أن يعينها على ما تطلب منه ، وكثيرا ما يتوقف إجابتهم له على فعل ما يطلبونه منه من الموبقات ، أو الكفر بالله عز وجل .
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (19/34) :" وَالشَّيْطَانُ هُوَ نَفْسُهُ خَبِيثٌ ، فَإِذَا تَقَرَّبَ صَاحِبُ الْعَزَائِمِ وَالْأَقْسَامِ وَكُتُبِ الرُّوحَانِيَّاتِ السِّحْرِيَّةِ وَأَمْثَالُ ذَلِكَ إلَيْهِمْ بِمَا يُحِبُّونَهُ مِنْ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ صَارَ ذَلِكَ كَالرِّشْوَةِ وَالْبِرْطِيلِ لَهُمْ فَيَقْضُونَ بَعْضَ أَغْرَاضِهِ ، كَمَنْ يُعْطِي غَيْرَهُ مَالًا لِيَقْتُلَ لَهُ مَنْ يُرِيدُ قَتْلَهُ أَوْ يُعِينَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ أَوْ يَنَالَ مَعَهُ فَاحِشَةً.
وَلِهَذَا ؛ كَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ يَكْتُبُونَ فِيهَا كَلَامَ اللَّهِ بِالنَّجَاسَةِ - وَقَدْ يَقْلِبُونَ حُرُوفَ كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إمَّا حُرُوفُ الْفَاتِحَةِ وَإِمَّا حُرُوفُ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } وَأَمَّا غَيْرُهُمَا - إمَّا دَمٌ وَإِمَّا غَيْرُهُ وَإِمَّا بِغَيْرِ نَجَاسَةٍ. أَوْ يَكْتُبُونَ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَرْضَاهُ الشَّيْطَانُ أَوْ يَتَكَلَّمُونَ بِذَلِكَ.
فَإِذَا قَالُوا أَوْ كَتَبُوا مَا تَرْضَاهُ الشَّيَاطِينُ أَعَانَتْهُمْ عَلَى بَعْضِ أَغْرَاضِهِمْ ، إمَّا تَغْوِيرُ مَاءٍ مِنْ الْمِيَاهِ ، وَإِمَّا أَنْ يَحْمِلَ فِي الْهَوَاءِ إلَى بَعْضِ الْأَمْكِنَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَأْتِيَهُ بِمَالٍ مِنْ أَمْوَالِ بَعْضِ النَّاسِ ، كَمَا تَسْرِقُهُ الشَّيَاطِينُ مِنْ أَمْوَالِ الْخَائِنِينَ ، وَمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَتَأْتِي بِهِ وَإِمَّا غَيْرُ ذَلِكَ ". انتهى
ثالثا :
تبين مما سبق أن طاعة الجن لسليمان عليه السلام : كانت طاعة مطلقة ، بتسخير الله لهم لأداء هذه المهمة ، كرامة لنبيه عليه السلام ، ومعجزة له ، وملكا وسلطانا ، لم يتحقق لأحد ، هكذا على الإطلاق ، من بعده ، عليه السلام .
وقد كان من دعاءه الذي استجابه الله له ، وذكره في القرآن شبهة حقيقة السحر frown.gif وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) ص/34-38 .
والنبي صلى الله عليه وسلم عندما تفلت عليه شيطان في ليلة ليفسد عليه صلاته أمسك به ، وهم أن يربطه في سارية المسجد ، إلا أنه تذكر دعوة سليمان فلم يفعل .
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (461) ، ومسلم (541) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البَارِحَةَ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ، فَرَدَّهُ اللهُ خَاسِئًا ) .
قال ابن حجر في "فتح الباري" (6/459) :" قَوْلُهُ :" فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ " ، أَيْ قَوْلَهُ : ( وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بعدِي ) . وَفِي هَذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ تَرَكَهُ رِعَايَةً لِسُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ .
وَيَحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ خُصُوصِيَّةُ سُلَيْمَانَ اسْتِخْدَامَ الْجِنِّ فِي جَمِيعِ مَا يُرِيدُهُ ، لَا فِي هَذَا الْقَدْرِ فَقَطْ ". انتهى .
وأما طاعتهم لإخوانهم من السحرة والكهنة ونحوهم ، فإنما هي طاعة مقيدة ببعض الأمور ، وفق بعض الشروط ، أو المصالح المتبادلة بينهما ، فالإنسي يعني الجني على بعض مقصوده ، ليحقق له بعض غرضه ومطلوبه .
وقال شيخ الإسلام في "النبوات" (2/841) :
" طاعة الجن لسليمان : طاعة ملكية .
وطاعة الجنّ والشياطين لسليمان صلوات الله عليه ، لم تكن من جنس معاونتهم للسحرة ، والكهّان ، والكفار ، وأهل الضلال والغي .
ولم تكن الآية والمعجزة والكرامة التي أكرمه الله بها ، هي ما كانوا يعتادونه مع الإنس ؛ فإن ذلك إنّما كان يكون في أمور معتادة ؛ مثل إخبارهم أحياناً ببعض الغائبات ؛ ومثل إمراضهم ، وقتلهم لبعض الإنس ؛ كما أنّ الإنسيّ قد يُمرض ويقتل غيره.















ثم هم إنّما يعاونون الإنس على الإثم والعدوان ، إذا كانت الإنس من أهل الإثم والعدوان ، يفعلون ما يهواه الشياطين، فتفعل الشياطين بعض ما يهوونه، قال تعالى: { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعَاً يَا مَعْشَرَ الجِنِّ قَد اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَال أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } .
وأما التسخير الذي سخّروه لسليمان ، فلم يكن لغيره من الأنبياء ، فضلاً عن من ليس بنبيّ ، وقد سأل ربّه مُلْكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده ، فقال: { رَبِّ اغْفِر لي وَهَبْ لي مُلْكَاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّاب }.
قال تعالى: { فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءَ حَيثُ أَصَاب وَالشَّيَاطِين كُلّ بَنَّاء وَغَوَّاص وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ في الأَصْفَاد هَذَا عَطَاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِك بِغَيرِ حِسَاب }.
وقال تعالى: { وَلِسُلَيْمَان الرِّيح عَاصِفَة تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الأَرْض التي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِين وَمِنَ الشَّيَاطِين مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دونَ ذلك وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِين } .
وقال تعالى: { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيح غُدُوها شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَين القِطْر وَمِنَ الجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْن يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزغ مِنْهُم عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِير يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالجَوَاب وَقُدُورٍ رَاسِيَات اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرَاً وقَلِيل مِن عِبَادِيَ الشَّكُور فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّة الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَنْ لَو كَانُوا يَعْلَمُون الغَيْبَ مَا لَبِثُوا في العَذَابِ المُهِين }.
وكذلك ما ذكره من قول العفريت له: { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ }.
فهذه الطاعة ، من التسخير بغير اختيارهم في مثل هذه الأعمال الظاهرة العظيمة = ليس مما فعلته بأحد من الإنس ، وكان ذلك بغير أن يفعل شيئاً مما يهوونه ؛ من العزائم والأقسام والطلاسم الشركية ؛ كما يزعم الكفار أنّ سليمان سخّرهم بهذا ، فنزّهه الله من ذلك ، بقوله: { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَان وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ } " انتهى .
رابعا :
لا يلزم من قدرة الجن على بعض الأمور ، الواقعة في الكون بقدر الله ، أن يكون لهم قدرة مطلقة على تدبير أمر الكون ، وتسيير هذا العالم ، فهذا ما لم يكن لهم قط ، ولا يكون .
وإنما مثل من يسأل هذا السؤال ، أو يورد هذا الإيراد ، كمن يقال له : إن الرجل الفلاني بطل في المصارعة ، صرع فلانا وفلانا ... ، فيسأل : لماذا لم يصرع عامة الناس ، أو لم يقتل البشر ؟
أو يقال : الجيش الفلاني غلب جيشا ، وهزمه هزيمة ساحقة ؛ فيظن من ذلك : أن ذات الجيش قادر على أن يهزم العالم كله ، أو يسير أمر الكون ، ونحو ذلك .
إن الجن إذا كانوا قادرين على بعض التصرفات ، بما أقدرهم الله عليه ؛ لا يلزم منه في شيء أن تكون لهم القدرة على تدبير أمر الكون ، أو حكم العالم ، وتسيير أمر الخليقة ؛ فهذا ظن باطل ، وإيراد ساقط من أساسه .
فإن قدرتهم التي أقدرهم الله بها على بعض الأشياء : هي قدرة محدودة في نفسها ، ثم هي في أول الأمر وآخره : لا تغير شيئا في الكون إلا بتقدير الله تعالى له ؛ فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .
وقد قال الله تعالى ، في أمر السحرة والشياطين : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) البقرة/102 .
وقال تعالى عن بعض عمل الشيطان الذي يحزن به عباد الله المؤمنين : ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) المجادلة /10 .
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى أمر يسير ، يعجز الشيطان عن أن يتخطاه ، أو يتصرف في شيء قد فعل عليه ؛ وهو ذكر الله عز وجل !!
ففي الحديث الذي أخرجه البخاري في "صحيحه" (3304) ، ومسلم في "صحيحه" (2012) ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَشبهة حقيقة السحر frown.gif غَطُّوا الْإِنَاءَ ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَحُلُّ سِقَاءً ، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا ، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا ، وَيَذْكُرَ اسْمَ اللهِ ، فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ ).
قال النووي في "شرح مسلم" (13/185) في شرحه لهذا الحديث :" أَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ الْآدَابِ الَّتِي هِيَ سَبَبٌ لِلسَّلَامَةِ مِنْ إِيذَاءِ الشَّيْطَانِ ، وَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْأَسْبَابَ أسبابا للسلامة من ايذائه ، فلا يقدر على كشف إناء ، ولا حل سقاء ، ولا فتح باب ، ولا ايذاء صَبِيٍّ وَغَيْرِهِ إِذَا وُجِدَتْ هَذِهِ الْأَسْبَابُ ، وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَمَّى عِنْدَ دُخُولِ بَيْتِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لا مبيت أي لا سلطان لَنَا عَلَى الْمَبِيتِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ ، وَكَذَلِكَ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ عِنْدَ جِمَاعِ أَهْلِهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا كَانَ سَبَبَ سَلَامَةِ الْمَوْلُودِ مِنْ ضَرَرِ الشَّيْطَانِ ، وَكَذَلِكَ شِبْهُ هَذَا مِمَّا هُوَ مَشْهُورٌ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ "انتهى .
فتبين مما سبق أن للسحر حقيقة وتأثير ، وأنه لا يحدث منه شيء إلا بإذن الله ، وأن قدرة الجن ليست مطلقة ، بل هو أضعف ما يكون إذا ذكر العبد اسم الله تعالى ، وأنه لا سلطان مطلق لأحد من البشر على الجن بعد سليمان عليه السلام .
فإذا كانت تسمية الله عند هذه الأشياء ، تعجز الشيطان عن أن يتصرف فيها ، فكيف يظن به القدرة المطلقة على التحكم في أمر الكون ؟
هذا ما كان لمخلوق ، ولا يكون أبدا ..
بل الله جل جلاله : هو الخافض الرافع ، القابض الباسط ، المعز المذل ، المحيي الميت ، يدبر الأمر كله سبحانه ، وجل شانه ، ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن .


والله أعلم .

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

Create an account or log in to leave a reply

You need to be a member in order to leave a reply.

Create an account

Join our community by creating a new account. It's easy!


Create a new account

Log in

Already have an account? No problem, log in here.


Log in

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى